هاشم شفيق.. عشرة كتب لا تكفي!

قراءتي للسياب علمتني كيف أتنفس الشعر في حياتي اليومية

ملحق الثورة الثقافي

·      للسبعينيين اتجاهان أحدهما تهويمي عدمي والآخر يقترب من التفاصيل اليومية

·      لا أميل إلى خلق أشكال ونماذج بل أهتم بجوهر الشعر في القصيدة

·      خارطة الهجرة تتسع، والمكان دم القصيدة المنفية

·      جيل الثمانينات يسعى إلى نقل القصيدة إلى عوالم أكثر تحديثاً وجرأة

·      الشاعر الذي تخلو تجربته من التحولات هو شاعر نمطي

·      أسعى إلى خلق أشخاص ومشاهدات وتصورات داخل القصيدة.

 

 

هاشم شفيق أحد الأصوات الواضحة في شعر السبعينات في العراق، وفي الوطن العربي عموماً، بدأت تجربته في "الوطن" وترسخت في "المنفى" ـ وهنا أهميتها ـ فهي لم تكن نتاج منفى بل انها تمتاز على عدد من التجارب المجاورة بكونها تجربة متجذرة أولاً، واستطاعت أن تؤكد نفسها خارج تربتها الأولى ثانياً، وهذا ما لا يتوفر لعدد كبير من المنفيين أو المقتلعين من جذورهم الأولى.

أصدر هاشم شفيق عشرة كتب حتى الآن (الأولى في العراق والبقية في المنفى) وهذه ميزة إضافية. وخلال ترحالاته بين دمشق وبيروت وعدن وقبرص ولندن، التي يقيم فيها حالياً، كانت قصيدته تتحول وتجربته تتطور.

عن اتجاهات جيله ـ السبعينات ـ وعن قصيدته وعوالمه الشعرية، وعن الشعر إجمالاً كان هذا الحوار:

 

ـ أنت من جيل شعري بدأ منقسماً على نفسه ـ أيديولوجياً ـ ثم تكرس انقسامه عام 1978 عبر ثنائية المنفى/ الداخل. كيف ترى إلى أثر هذا الانقسام ـ فنياً ـ على جيلكم؟.

* من سوء حظ جيلي، الذي تتحدث عنه، أنه وقع فريسة مبكرة في الشرك الأيديولوجي والعقائدي، وسياسات الأحزاب التي نشأت في العراق، بحيث لم تدع هذه الشراك، فرصة لجيلنا في أن يتنفس هواء نظيفاً خارج هذا المكان الذي امتثل كلياً للدعاوى العقائدية.

كان من الممكن لجيلنا ـ بشقيه اللذين تحدثتَ عنهما ـ أن يكون الاحتياط الكبير للشعر العراقي خاصة والشعر العربي عامة. غير أن ملامح الهزال ظهرت منذ البدء ـ أعني مطلع فترة السبعينات ـ حيث أخذت تتآكل هذه الجيل وتنخره، ومنذ تلك اللحظات كان مسار التشظي والانشطار ـ أو الانقسام كما تسميه ـ واضحاً، إذ أظهر الشاعر الستيني سامي مهدي قسماً من شعراء السبعينات في مجلة "ألف باء" وسلط عليهم الأضواء بيشكل خاص بوصفهم الصوت الجديد في الشعر العراقي.

هذا الشطر أو الشق، يمثل اتجاه السلطة في الثقافة العراقية، بينما كان هناك اتجاه آخر انتهج المسار اليساري في الثقافة العراقية وتمثل في مجموعة من الأسماء التي ظهرت في "الفكر الجديد" و"طريق الشعب" وكان ذلك بمثابة رد فعل على ما جرى في مجلة "ألف باء".

هكذا كانت تجري الأمور في الثقافة العراقية، وفي ما يتعلق بسؤالك، أنوّه وأشير إلى مميزات لدى كل من الشقين بما جعلهما متمايزين عن بعضهما حقاً.

فالشق الأول الذي ارتضى العيش في دساكر السلطة الثقافية كان يمثل اتجاهاً تهويمياً عدمياً، إذ ابتعد كلياً، بحقيقته الشعرية، عن الملامسة الأرضية وصار يتعمد الميل إلى التغريب والغموض والتلغيز والتعمية والهلامية، كل هذا ليبتعد عن مشكلات الحياة الحقيقية في العراق، بإيجاز: كان الناس في اتجاه، والحياة في اتجاه، وهؤلاء في اتجاه ثالث.

كانت قصائدهم ترفل بالبهجة والتعميم والرفاه الاجتماعي بينما كان الواقع مريراً ودامياً وينبىء بمجيء ما حدث من تطورات لاحقة في العراق.

أما الشق الثاني فله مميزاته أيضاً، لكنها مميزات النابه والقارىء الذي قدم رؤية مكينة ودقيقة لتفاصيل واقعية إذ أنه كان يستشعر ما يكمن من شجون وأسى في الحياة، ومع ذلك، كان هو الضحية في الحياة الثقافية السائدة، وما زال حتى هذه اللحظة، إذ حرم شعراء هذا الشق من كل أدوات توصيلية. كان من الممكن أن تضيف لهم شيئاً في مسيرتهم الشعرية، لكنهم أُبعدوا عن الأضواء وتم تحجيم انطلاقتهم وعرقلة خطواتهم وهم في البدايات، فلحق ما لحق بهم من أذى حتى جاء عام 1979 لينهي هذه المرحلة بخروج عدد من المثقفين العراقيين، كان في مقدمتهم شعراء هذا الجيل.

ـ من ملامح الجيل إلى ملامحك أنت.. فمنذ "قصائد أليفة" ديوانك الأولى مروراً "بأقمار منزلية" و"نوافذنا.. نوافذهم" وغيرهما، وأنت تسعى إلى إعادة الاعتبار للأشياء والتفصيلات، فيما ظل عدد من زملائك يحفر في أنفاق اللغة.. إذ كان ذلك تميزاً لك، ألا ترى انه امتداد لتجربة منجزة؟

* لاشك أن لكل بداية ملامحها التي تتشكل من خلل هنا وتألق هناك، وفي بداياتي خضت مغامرات تجريبية عدة على صعيد القصيدة وكان ذلك في بغداد طبعاً، حيث نشرت قصائد "بانوراما الأزهار" و"المعلقة الثامنة" وسواهما من القصائد التي تلمح فيها نزوعاً تجريبياً لغوياً يسعى إلى التمرد على المنجز السابق. لكنني، اشتغلت كذلك على الأشياء بدقة وتعاملت مع موضوعات أخرى، غير الأشياء، وظهرت في مرحلتي الناضجة "البغدادية" حيث كتبت عن الحرفيين "الحذاء، والسماك، والصائغ، والخباز، والبزاز" وسواهم العديد من القصائد التي ظهرت في مجموعتي الثالثة "شموس مختلفة" التي شكلت تجربة واحدة تمتلك بنية خاصة بها، وهذا ما أعتبره نوعاً من المغايرة للسابق، إذ لم يخصص شاعر قبلي تجربة كاملة لقصائد في هذا الاتجاه. وإلى جانب ذلك قدمت في "أقمار منزلية" تجربة البحث في الشيء بذاته، ببعده الفلسفي، وكذلك بحميمية الأشياء ذاتها، فقدمت أكثر من 15 قصيدة تتحدث عن "السكاكين والملاعق والطاولة والخزانة والكراسي والصحون" وما إلى ذلك من أشياء يومية واليفة تسكن معنا لكننا لا نعي تحركها ووجودها في حياتنا.

كل شاعر يتأثر ـ بالتأكيد ـ بالمنجز السابق، والشعر أخذ وعطاء، تواصل وانفصال، ومناطق جذب بين مراكز عدة قد تلتحم هنا وتنفصل في مكان وزمان آخرين. أما على مستوى اللغة، فأنا اسعى لتكون القصيدة جزءاً من اللغة، وفي مسعاي هذا لا أتقصد تجريد الكلمات والمشهد والمرئيات التي تصادفني، غير أني أعرف كيف أوظفها وكيف أستثمر دفائن الخيال. أعرف كيف أشتغل على المتخيل وهو ما أنقذني على الدوام من التهويم.

ثمة من يتهمني بالبحث داخل اللغة، وهناك من يقول: قصائدك تعتني بما هو يومي وتطرح ما هو لغوي وطارئ عن القصيدة، وفيما يتعلق بي أنا أعمل على وحدة القصيدة وجوهرها، أحاول أن أمنح القصيدة بعداً إنسانياً عبر ربطها بالشخص الذي أتحدث عنه، أسعى إلى خلق أشخاص ومشاهد وتصورات داخل القصيدة.

ـ بدأت "شاعر أشياء" وقدمت أكثر من كتاب في التجربة "الشيئية" لكنك انتقلت لاحقاً إلى شعر الفكرة، بمعنى أن اهتمامك كان مكرساً على الفكرة الشعرية وان على حساب الصورة الفنية. هل يعني ذلك، بمعنى ما، غياب الاستراتيجية الشعرية لديك؟.

* يا صديقي محمد أنت شاعر، وتعرف أن لكل شاعر مراحل وتحولات، والشاعر الذي تخلو مسيرته من التحولات يبقى شاعراً نمطياً، ويبتعد كثيراً عن فضاء الخلق والتحليق الفني. قد تبدو قصائد الأشياء معتمدة على فكرة ولِمَ لا؟. خاصة إذا كانت فكرة بريئة تعيدنا إلى البراءات الأولى والاكتشافات الأولى، تعيدنا إلى نبض عالم يحيلنا بدوره إلى عوالم سحرية، عالم يعنى بالتفاصيل الصغيرة الموجودة في الحياة قدر اعتنائها بالحياة نفسها.

الاستراتيجية التي تتحدث عنها، لا يعرفها الشاعر، فهو مختلف عن السياسي. لا يمكن أن يقولبه إطار معين، الشاعر خارج أي استراتيجية أو إطار يحد من مدياته ورؤاه أو يقيدها، إنه يسعى في مجاهيل غير مخططة ولا حدود لها ولا أسوار، يعيش حياة الاستشراف القادم لكنه لا يعرف أن يرسم لنفسه خطاً معيناً نحو هذا القادم، فالشعر سر لا يمكن اكتشافه، الشعر مجهول وأفق غير معلوم، وقابل للتغييرات الكثيرة. أنا اليوم أكتب شيئاً وغداً شيئاً آخر. لقد كتبت عن الفكرة لكنني تحولت إلى تصورات تعمل على الذاتي والمحير داخل النفس، وهو التوجه الذي يشدني حالياً.

ـ إضافة إلى ما أشرتُ إليه من أن تجربتك تنوس بين قصيدة الفضاء اللغوي، وقصيدة الفكرة والشيء والتفصيلات، فهي تتنوع، كذلك، بين قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر، هل يندرج هذا في سؤال واحد للبحث الشعري، وهل لتغير الأمكنة أثر في هذا التنوع؟.

* بالتأكيد أن لكل مكان من الأماكن التي عشت فيها، ملامحه الخاصة التي انعكست على تجربتي ودمغت مرحلة كاملة منها. فمرحلة بيروت لها سماتها وكذلك مرحلة دمشق، وهذه المرحلة أسفرت عن دواوين شعرية عديدة هي "أقمار منزلية" و"شموس مختلفة" و"أوراق لنشيد ضائع" و"نوافذنا.. نوافذهم" و"إعادة نظر" وفي المرحلة القبرصية كتبت جزءاً كبيراً من "مشاهد صامتة" وفي "طيف من خزف" تجد المرحلة اللندنية بمناخها وأجوائها وأماكنها.

وكما قلت، أنا أعمل في الشعر، في إطاره العام، ولا أميل إلى تقنين محدد في الكتابة، شأني شأن أي شاعر لديه تجربة طويلة في المنفى، وفي الكتابة.

في بداياتي، كتبت قصائد نثر عديدة ـ في بغداد ـ وفي مراحل ثالثة نشرت العديد من قصائد النثر في "مواقف" و"الكرمل" وسواهما.. وفي ديوان "إعادة نظر" الصادر عن وزارة الثقافة في سورية ست وعشرون قصيدة نثرية وهذا الديوان كتب بين عامي 82 ـ 1983.

في الشعر لا أميل إلى خلق أشكال ونماذج، لكنني أميل إلى الجوهر الشعري داخل القصيدة، إلى ما تخبئه القصيدة وما تقوله خلق الكلمات، لا تهمني إن جاءت على شكل قصيدة نثر أو قصيدة تفعيلة، لكنني لن أكتب الشعر العمودي بالتأكيد، لأنني أرى أن القصيدة العمودية من مخلفات الماضي وإن مكانها المتاحف، مع اعتزازي بتجربة الشاعر الجواهري.

ـ يبدو أن للمكان تأثيراً مضافاً على شعرك بالذات، ففي قصائدك ـ حتى المكتوبة منها بالإيقاع ـ ثمة قصد في امتصاص توتر الجملة، وترويض حدتها، لجعلها قصائد مسترخية، وهي بذلك تستفيد من نماذج عربية معهودة، مع أنني أرى تجربة القصيدة في العراق أكثر التصاقاً بالانفعال الشعوري ذي اللغة الصادمة؟

* في ما يتعلق بالإفادة، استفادت قصيدتي من تجارب شعرية عديدة في مقدمتها تجربة الشعر اللبناني والسوري، وفي مرحلة متأخرة الشعر العالمي المذهل المكتوب بالإنكليزية. للمكان، بالتأكيد، دور حاسم في امتصاص التوتر اللغوي أو النفسي لدى الشاعر، ولعل أبرز صفات التوتر تتمثل في المنفى وما يحمله من تبعات وتركات ومكابدات، فالمكان الأول يلح علي دائماً: الطفولة، الأشجار الأولى، المنزل الأول، كما وضحته في إحدى قصائد ديواني "صباح الخير بريطانيا" ثمة حنين دفين يعود بي إلى المنابع الأولى، فالطفولة حسب ريلكه هي الخزين الذي لا يمكن أن يستنفد: إذ يمكن للشاعر أن يعود إليه في أية لحظة وينتقي من الكنز الهائل، الزاخر بالتعدد والتنوع والأفكار المطوية في ذلك المكان الأول. فالمكان رمز حي وحقيقي، المكان دم القصيدة المنفية يغذيها باستمرار ويجعلها قابلة للتجدد لأننا نعيش حالياً عصر المراكز المتعددة والترحال الطويل، وخارطة الهجرة تتسع، وستتسع أكثر بعد هذا الخراب الذي نبصره في المكان الأول، وفي المكان الرمز، أو في المكان الجديد.

باشلار تحدث كثيراً في كتابه "جماليات المكان" عن الأمكنة بوصفها عوالم حافلة بالصور والمشاهدات والرؤى التي يخلق منها المبدع عوالمه الأدبية، وعوالمي أنا لا تنفصل عن هذه المشاهدات الداخلية.

ـ مقارنة مع مجايليك من الشعراء، تعد أغزرهم من حيث إصدار الكتب ـ عشرة كتب خلال أقل من عشرين عاماً ـ لكأنك ممن يرون أن الإنجاز لا يتمثل في نوعية الكتاب فحسب، بل كذلك في مدى تواصل المشروع والنشاط المستمر؟.

* في الشعر، بشكل عام، اتجاهان، في ما يتعلق بإنتاج الشاعر، فهناك شاعر مقل وشاعر مكثر، ولا يعني هذا التصنيف أن المقل شعره مهم بالضرورة ولا الشاعر المكثر له من الشعر المهم كثير ايضاً، لأن هناك شواهد وأدلة وظواهر تؤكد ان أهمية الشعر لا تتعلق بالمقل أو المكثر.

أنا، منذ بداياتي، انتبهت، وأنا أقرأ الشعر في بغداد، إلى تجربة السياب، فأثرت في لما تمثله من تحويل الشعر إلى قضية كيانية لدى الشاعر، وتعلمت منها ان على الشاعر الأصيل أن يعيش الشعر بكل وجدانه وحياته ولنقل ـ وهذا ما أراه ـ أن يتنفس الشعر في حياته اليومية، أن يكون حاجته الأساسية في الحياة، أن يكون المصدر الشامل له على الدوام.

في تجربتي يجد المتتبع أنني شاعر غزير الإنتاج وهذا صحيح تماماً، ولكن الصحيح أيضاً انني أحاول بين عمل وآخر أن أضيف شيئاً لهذا المسار: قد لا أعرف أهمية هذه الإضافة غير أنني اسعى وأجتهد لأصل إلى ترسيخ الإضافة.

عشر مجموعات بالنسبة لي، أنا الذي يمكنك وصفي بأنني متفرغ للشعر، ليست كثيرة، فأنا لم أنخرط ـ منذ بداياتي ـ بالأشياء الجانبية، كرست جهدي بشكل كلي للشعر، حتى الصحافة، عملت فيها بالجانب الذي يخص الثقافة الأدبية على وجه التحديد.

إذن، أنا شبه متفرغ للشعر، وأعتقد أن عشر مجموعات قليلة بالنسبة لي.

الأعمال الشعرية التي كتبها ربتسوس ـ مع اختلاف المقارنة ـ وصلت عند رحيله إلى أكثر من مئة مجموعة شعرية! كان يصدر ثلاث مجموعات شعرية وأحياناً أربعاً في السنة، وفي العربية هناك تجربة الشاعر سعدي يوسف.

ـ ما دمنا بصدد ذكر الشاعر سعدي يوسف ـ في حوار لي معه ـ قال أن الشعر العربي وصل إلى نقطة الصفر، بانتهاء عطاء جيل الرواد وما بعدهم. ويبدو لي انه كان ينطلق، في هذا التعبير، من استشعار نقطة الصفر لدى الشاعر، ألا ترى معي ان الأجيال اللاحقة للرواد وما بعدهم قادت القصيدة إلى منعطفات أخرى؟.

* الشعراء الرواد ـ وهذا حقيقة لا ينبغي إغفالها ـ أعطوا الكثير للشعر العربي، جددوا في شكل القصيدة التي بقيت لعشرات القرون بنمطية واحدة كان الفكاك منها ـ النمطية ـ صعباً حتى جاء الرواد وحرروا قصيدتنا من أثقالها القديمة وفتحوا أفقاً جديداً في الشعر العربي الذي أصبح حديثاً ومعاصراً في منتصف هذا القرن. وجاء الستينيون وغامروا ـ بالشكل خاصة ـ ولعبوا وابتكروا فنتازيات وعوالم سوريالية في محاولات تنزع إلى التجديد والانتقال بالشعر العربي إلى فضاءات أخرى. ولحقهم السبعينيون في تحديث القصيدة ـ سواء في العراق أو في الوطن العربي ـ إذ أضافوا إلى القصيدة أشكالاً جديدة وحاولوا هضم وتمثل تجربة الجيلين السابقين ليقدموا عملاً أكثر إجمالاً وفناً وعمقاً.

في إطار الشعر العربي ونحن نجتاز عقد الثمانينات والنصف الأول من التسعينات أؤكد على نتاج الجيل الجديد الذي يجتهد، بشتى السبل والمسالك، إلى نقل القصيدة إلى عوالم أكثر تحديثاً وجرأة وحرية. نقلها إلى عوالم الحرية والهواء الطلق الذي لا تحده أطر أو قيود أو نيور.

انني أعوّل كثيراً على إمكانات الجيل الثمانيني، وما تبعهم في السنوات الأخيرة، في كشف الجديد والباطن والمخفي في الجسد الشعري وعوالمه التي لا يمكن تحديدها بشكل أو نموذج أو إطار واحد.

 

حاوره: محمد مظلوم

حوارات مع شعراء عراقيين